سورة الزمر - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الزمر)


        


{أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (24)}
{أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سواء العذاب} الخبر محذوف كما تقدم في نظائره تقديره: أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب كمن هو آمن من العذاب ومعنى يتقي يلقى النار بوجهه ليكفها عن نفسه، وذلك أن الإنسان إذا لقي شيئاً من المخاوف استقبله بيديه، وأيدي هؤلاء مغلولة، فاتقوا النار بوجوههم {ذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ} أي ذوقوا جزاء ما كنتم تكسبون من الكفر والعصيان.


{قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28)}
{قُرْآناً عَرَبِيّاً} نصب على الحال أو بفعل مضمر على المدح {غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} أي ليس فيه تضادّ ولا اختلاف، ولا عيب من العيوب التي في كلام البشر، وقيل: معناه: غير مخلوق وقيل: غير ذي لحن، فإن قيل: لم قال {غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} ولم يقل غير معوج؟ فالجواب: أن قوله: {غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} أبلغ في نفي العوج عنه كأنه قال: ليس فيه شيء من العوج أصلاً.


{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29)}
{رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ} أي متنازعون متظالمون، وقيل: متشاجرون وأصله من قولك: رجل شكس إذا كان ضيق الصدر، والمعنى ضرب هذا المثل لبيان حال من يشرك بالله ومن يوحده، فشبه المشرك بمملوك بين جماعة من الشركاء يتنازعون فيه، والمملوك بينهم في أسوء حال، وشبه من يوحد الله بمملوك الرجل واحد، فمعنى قوله: {سَلَماً لِّرَجُلٍ} أي خالصاً له وقرئ سلماً بغير ألف والمعنى واحد.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9